هل تؤثر ألعاب الفيديو على النمو العقلي للطفل؟
عندما يبلغ الطفل عمراً يبدأ معه استخدام الألعاب الالكترونية وألعاب الفيديو على التلفاز وعلى الحاسب، تزداد مخاوف الأهل حيال تأثر الطفل بهذه الألعاب. وخاصة تأثيرها على نموه العقلي. فالبعض يظن أنها تساعد على تنشيط دماغه في حين يرى البعض الآخر أنها تسحبه من الحياة الواقعية إلى عالم وهمي لا وجود له. ما هي حقيقة الأمر؟
إن كانت مخاوف الأهل مبررة من باب أن كل هذه الألعاب الحديثة لم تكن متوفرة أيام زمان ويمكن أن تؤثر سلباً على الأطفال. فإن هذه المخاوف لايجوز أن يكون لها مكان إذا أخذنا بعين الاعتبار أن أطفال اليوم لا يعيشون في عالم البارحة.
ألعاب الفيديو والألعاب الالكترونية تشكل جزءاً من محيطنا الالكتروني الذي بدأت تغزونا فيه أجهزة لم تكن موجودة قبلاً. فالموبايل، والانترنت، إضافة إلى الأجهزة الذكية في البيوت حولت العالم إلى غابة من التكنولوجيا.
الأطفال الذين يعيشون في هذا العالم بحاجة لألعاب تتفوق على محيطهم الحالي. بالتأكيد يندهش الآباء دوماً من تأثير الألعاب على خيال أطفالهم. بعض الأطفال يعيشون مع أبطال الألعاب ويتحدثون عنهم كما لو كانوا أشخاص حقيقيين. لكن أليس كل ما يحيط بالطفل اليوم خيالياً بعض الشيء؟
يتحدث الطفل بالموبايل مع أقاربه البعيدين، يتعرف على أصدقاء بالصوت والصورة عبر الانترنت. هل يجب أن نستغرب أن يعيش طفل، كل شيء حوله قريب وبعيد في آن واحد، في عالم تخيلي؟
الألعاب وإن كانت تقدم عوالم غير حقيقية فإنها تساعد على توسيع خيال الطفل. العيش في عالم خيالي مفيد جداً إذا كان هذا العالم ايجابياً. كل شيء يبدأ بفكرة وما كنا نراه خيالياً أصبح حقيقة اليوم. إن كان يجب الانتباه من تأثير الألعاب على نمو الطفل العقلي، فهذا يجب أن يكون فقط فيما يخص الألعاب العنيفة أو التي تروج لصفات سيئة مثل الكذب، تمجيد الانتقام، القتل وغير ذلك. عدا عن ذلك فالألعاب الحديثة تساعد على نمو الطفل بشكل كبير وتمهد لتغيرات سوف يحملها في المستقبل.
الرئيسية 
المدينة
