إن ما يقع للأسرة التعليمية من اذلال و احتقار و تنكيل ..حتى صار الأميون و الجهلاء يعتدون على نساء التعليم قبل رجاله ، كل ذلك يعد عملا مقصودا من طرف من يتحكمون ..فالغرض هو قتل الروح الوطنية الحقة لدى المدرس المغربي ، و بالتالي انتاج شعب من الضباع يليق فقط لملء مدرجات الملاعب ، و اللهاث وراء المهرجانات بعد أن يملأ جوفه بالمخدرات و الخمور و أقراص الهلوسة التي أضحت أقرب للمغاربة من أي سلع أخرى ، شعب من الأرذلين الذين هم على استعداد لبيع بناتهم و أمهاتهم و أخواتهم من أجل سد الرمق .
إن الجودة و الحكامة ..التي يتشدقون بها ما هي الا شعارات على الورق يستعملونها في خطبهم الخشبية ، بينما الحقيقة الساطعة هي ترك شعب هذا المغرب فرائس للجهل و التشرد و الآفات الخبيثة ، حتى لا يعي حقوقه فيتجرأ للاحتجاج دفاعا عنها ، فهم يريدونه مبرمجا فقط ليصطف على جنبات الشوارع ليصفق و يزغرد و يهتف ...
هذه هي المعادلة ببساطة للأسف ، فإعطاء القيمة للمدرسين سيدفعهم الى البذل أكثر فأكثر ، و سيؤدي ذلك الى انتاج أجيال تتحلى بالعزة و الكرامة و الشجاعة ، و ذلك يعد من أسوإ الكوابيس بالنسبة لهم ، و ما تركهم لأجيال من التلاميذ تضيع منذ السنة الماضية دون ان يحركوا ساكنا ، و اعتمادهم على مسؤولين لا يمثون بصلة للتربية ، و تغييرهم لبيداغوجيات التدريس بهذه البساطة ... إلا دلائل ساطعة على إرادة قوية على الهدم .
لكن في الاخير لا يجب النسيان بأن الجزء الأكبر من المسؤولية يتحملها كل مدرس يرى ما يقع ثم يدفن رأسه بالتراب ، راضيا على نفسه بأن تدافع عن حقه نساء و شيب يضربون الآن عن الطعام و يتحملون الضربات من عصي أشباه رجال قال عنهم المصطفى صلء الله عليه و سلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس