ماذا بعد الاقتطاع يا رئيس الحكومة؟
كريم البوعناني
عند نهاية الشهر المنصرم استبشر الموظفون في قطاع التعليم باقتطاع أجر يوم عمل من أجرتهم الشهرية. ولما استفسروا عن ذلك تلقوا جوابا بأنه يوم إضراب، وقد تم اقتطاع أجرة ذلك اليوم .ويعلل السيد رئيس الحكومة هذا الاقتطاع بأن "النضال له ثمنه، ولا أجرة بدون عمل". أنا أتفق مع كلام السيد رئيس الحكومة جملة وتفصيلا ولا اعترض على اقتطاع أيام الإضراب. ولكن أطرح علامة استفهام كبيرة وقبلها سؤال بسيط لماذا لا نجد هذه الجرأة السياسية وهذه الحكامة وهذا التبصر عندما يتعلق الأمر بمحاربة الحيتان الكبرى التي نهبت رمال وسمك ورخام المغرب وجميع ثرواته عبر التاريخ؟ و حتى صندوق المقاصة هو الآخر لم ينجُ من الأخطبوطات التي تمتص دماء المغرب. فهل صوت عليكم المغاربة لتحاربوه في قوته؟ هذه أول حكومة منذ حصل المغرب على استقلاله تقتطع من أجور الموظفين يوم إضراب دعت إليه نقابة من النقابات الأكثر تمثيلية. لا لشيء سوى لتكسب تعاطف الفئات الفقيرة وتعطي نوعا من النجاح لتجربتها على حساب الطبقة الوسطى لأنه وبكل بساطة لا تستطيع الحكومة الحالية الاقتراب من أعشاش الدبابير الذين لا يؤدون الضرائب ويعيشون الترف على حساب خيرات العباد.
وأبعث برسالة إلى السيد رئيس الحكومة ماذا بعد الاقتطاع؟ نحن لن نصمت و لن تخيفنا الدريهمات التي تقتطعها فنحن نعتبرها ضريبة النضال، وأما التماسيح الذين يخيفونك فسننتخب لهم لاحقا رجلا شجاعا وحكومة قادرة على التفكير في الحلول لا الاقتراض والزيادة في الضرائب. والتحجج بالأزمة العالمية فأنتم عندما ولجتم هذا الميدان وتحملتم مسؤولية التسيير في هذا البلد السعيد كنتم تعلمون مسبقا هذه الأزمات والكواليس، وعلى ضوئها بنيتم برنامجكم الحكومي الذي للأسف لم نحصد منه إلا الشوك.
الرئيسية 
