هل يتمكن الوفا من مواجهة سلوكيات الريع الإداري بالمديريات والأكاديميات والنيابات ؟
أش بريس/ علياء الريفي
يتساءل العديد من متتبعي الشأن التدبيري بوزارة التربية الوطنية عن الفضائح الخطيرة التي تعشش في مديرياتها المركزية وأكاديمياتها الجهوية ونياباتها الإقليمية، في زمن تتحدث فيه حكومة “ابن كيران” عن ربط المسؤولية بالمساءلة وعن الحكامة الجيدة وعما أسمته “محاربة الفساد والاستبداد”.
“عبد العزيز عنكوري” الذي يشغل حاليا منصب مدير مساعد بمديرية تدبير الحياة المدرسية بعد أن تمَّ إعفاؤه من منصب نائب إقليمي بقلعة السراغنة بسبب فضيحة إدارية في وقت سابق، يحتل سكنا وظيفيا بمدينة مراكش، على الرغم من كونه يشتغل بمدينة الرباط، ويستفيد من سكنٍ وظيفي بالعاصمة أيضا.
“السعيد بلوط” الذي اشتغل نائبا بنيابة سلا وقررت الوزارة الوصية نقله إلى نيابة طنجة يحتل هو الآخر سكنا وظيفيا بـ”ثانوية الحسن الثاني بالرباط”، كما يعرف ملف “السكنيات” خروقات بالجملة ولاسيما تلك التابعة لنفوذ نيابة الرباط التي اشتغل نائبها الحالي عبد الرحمن بليزيد مكلفا بتدبير أكاديمية التعليم بالجهة منذ بداية السنة الحالية خلفا للتيجانية فرتات المحالة على المعاش.
وزير التربية الوطنية “محمد الوفا” يشتغل بمعزل عن النظر فيما يجري ويدور في وزارته، فقد سبق له أن راسل مدراء أكاديميات التربية والتكوين والنواب الإقليميين يوم الاثنين 24 دجنبر الماضي “حول إسناد السكنيات الإدارية والوظيفية”، مشددا على أن سياسة الوزارة “تهدف إلى التدبير المعقلن والقانوني للسكنيات التي تخضع لوصاية وزارة التربية الوطنية”، مؤكدا أنه “تقرر عدم إسناد أي مسكن إداري أو وظيفي إلا بعد الموافقة الخطية للسيد وزير التربية الوطنية”، على حدّ تعبير المراسلة.
مصدر مسؤول بمديرية الموارد البشرية بوزارة الوفا أكد ل ” أش بريس”، أن مديري الأكاديميات الجهوية لم يولوا أي اهتمام لمراسلة الوزير أصلا، فمديرة أكاديمية الرباط السابقة “التيجانية فرتات” مثلا وقعت يوم السبت 29 دجنبر الماضي على إسناد سكن لموظفٍ يشتغل بقسم الشؤون التربوية بأكاديمية الرباط، حيث جاء في وثيقة الإسناد أنه “تقرر إسنادك السكن الإداري الكائن بملحقة الأكاديمية شارع الحرية العكاري بالرباط”، كما أن المسؤولة الموقعة على الوثيقة في يوم عطلة قبل حصولها على المعاش بيومين، طلبت من المعني بإسناد السكن “الاتصال بالمصلحة المختصة قصد تسلمك مفاتيح السكن المذكور وتعبئة المطبوعات الضرورية لإتمام عملية الإسناد”.
ويؤكد مصدرنا أن هذه الفضيحة ليست هي الأولى أو الأخيرة داخل وزارة الوفا مؤخرا، فـ”عبد العزيز عنكوري” المدير المساعد بمديرية الحياة المدرسية بالوزارة راسل يوم الاثنين 25 مارس الجاري مدير الشؤون العامة بوزارة التربية الوطنية، حيث أكد في مراسلته أنه “تقرر تنظيم زيارات ميدانية بكل من سطات ومراكش والجديدة”، و”سيحضر هذه الورشات السيد عبد العزيز عنكوري بصفته عضو لجنة التحكيم الوطنية لبرنامج الصحفيين الشباب وممثلا لوزارة الوطنية”.
وحسب مصدرنا، فإن ممثل الوزارة طلب من مديرية الشؤون العامة في السياق ذاته توفير سيارة باسمه رفقة 3 أشخاص من المديرية قصد التنقلات اللازمة في الفترة ما بين الـ28 من الشهر الجاري واليوم الأخير منه.
مصدرنا يؤكد أن الزيارات الميدانية المشار إليها في مراسلة المسؤول عارية من الصحة تماما، حيث إن برنامج الصحافيين الشباب من أجل البيئة – حسب المصدر ذاته – قد انتهى منذ أكثر من أسبوع، ما يؤكد أنَ المسؤول بوزارة الوفا يستغل مهمة وهمية للاستفادة من السيارة الرباعية الدفع للسفر إلى مدينة مراكش التي يحتل سكنا وظيفيا بها.
ويؤكد مصدرنا ذلك بحصول زوجة عضو لجنة التحكيم الوطنية في هذه الفترة على شهادة طبية، منحت له من لدن أحد الأطباء الذين يشتغلون بوزارة التربية الوطنية، علما أنها تشتغل أستاذة التعليم الابتدائي بنيابة الرباط.
وأكدت مصادرنا، في وزارة الوفا أن الفساد المستشري بها مركزيا وجهويا وإقليميا يندى له الجبين، ويبقى التساؤل الحاضر بشكل مستمر، ما هي الإجراءات التي سوف يقوم بها محمد الوفا تجاه سلوكيات الريع الإداري للمسؤولين بالمديريات المركزيات والأكاديميات الجهوية والنيابات الإقليمية في ظل هذا التسيب المريع؟
الرئيسية 
