center]
اليقظة
وقف الصقر في أعلى الشجرة المطلة على البحيرة، يجول بأنظاره مرأى تلك البطات الجميلات التي يسبحن بكل رشاقة ومهارة في تلك البحيرة
فحدث نفسه في أن يصيد بطة من تلك البطات وفكر الصقر ودبر خطة للإنقضاض على إحداهن وهن في غفلة.
ولكن البطات كن يقظات لأمر الصقر فسرعان ما شاهدنه ينقض مسرعاً غطسن في ماء البحيرة، حاول الصقر مرة تلو المرة ولكنه في كل مرة يصاب بخيبة الأمل ويعود فاشلاً .
إلا
أنه صمم على أن لا يعود اليوم إلا بصيد بطة ، وبينما كانت البطات يسبحن في
البحيرة انقض الصقر على إحدى البطات وسرعان ما غطست في الماء فغطس وراءها.
فصاحت
البطات أيها الصقر القوي سنترك لك البحيرة بعض الوقت لتتخبط في مائها كما
تشاء وداعاً أيها الصقر. الذي ترك علياءه وهواءه وسماءه ليهبط في الماء.
الغلام الصغيركان غلاماً يافعاً ، يسرح في شعاب مكة بعيداً عن الناس ومعه غنم
يرعاه لسيد من سادات قريش هوعقبة بن معيط، وكان الناس ينادونه " ابن أم عبد ".
أما
اسمه فهو عبد الله وأما اسم أبيه " مسعود". كان الغلام يسمع بأخبار النبي
الذي ظهر في قومه فلا يأبه لها لصغر سنه من جهة، ولبعده عن المجتمع المكي
من جهة أخرى، فقد دأب على أن يخرج بغنم عقبة منذ البكور ثم لا يعود بها إلا
إذا أقبل الليل.
وفي ذات يوم أبصر الغلام كهلين عليهما الوقار يتجهان نحوه فقد كانا تعبا، واشتد عليهما الظمأ حتى جفت منهما الشفاه والحلوق.
سلما
وقالا : يا غلام ، أحضر لنا من هذه الشياه نطفئ به ظمأنا ، ونبل عروقنا.
فقال الغلام : لاأفعل، فالغنم ليست لي، وأنا عليها مؤتمن، فلم ينكر الرجلان
قوله, وبدا على وجهيهما الرضا عنه ثم قال أحدهما: دلني على شاة صغيرة، فأشار
الغلام إلى شاة صغيرة قريبة منه، فتقدم منها الرجل وجعل يمسح ضرعها (
ثديها) بيده وهو يذكرعليها اسم الله فنظر إليه الغلام في دهشة وقال في
نفسه: ومتى كانت الشياه الصغيرة تدر لبناً ؟!
لكن ضرع الشاة مالبث أن انفتح، وخرج منه لبناً غزيراً. فأخذ الرجل الآخر حجراً مجوفاً من الأرض وملأه باللبن، وشرب منه هو وصاحبه ثم سقيا الغلام. فلما ارتوى الثلاثة قال الرجل المبارك لضرع الشاة: انقبض.
فما
زال ينقبض حتى عاد إلى ماكان عليه. عند ذلك قال الغلام للرجل المبارك
علمني من هذا القول الذي قلته فقال: إنك غلام معلم. هل تدرون من كان هذا
الرجل المبارك؟ إنه رسول الله وصاحبه أبو بكر الصديق
الخشبة العجيبةكان فيمن كان قبلنا رجل, أراد أن يقترض من رجل آخر ألف دينار, لمدة شهر ليتجر فيها . فقال الرجل : ائتني بكفيل. قال : كفى بالله كفيلاً. فرضي وقال صدقت ... كفى بالله كفيلاً ... ودفع إليه الألف دينار .
خرج
الرجل بتجارته، فركب في البحر، وباع فربح أصنافاً كثيرة. لما حل الأجل
صرًّ ألف دينار، و جاء ليركب في البحر ليوفي القرض، فلم يجد سفينة ....
انتظر أياماً فلم تأت سفينة .!حزن لذلك كثيراً ... وجاء بخشبة فنقرها، وفرَّغ داخلها، ووضع فيه الألف دينار ومعها ورقة كتب عليها:( اللهم إنك تعلم أني اقترضت من فلان ألف دينار لشهر وقد حل الأجل, و لم أجد سفينة. وأنه كان قد طلب مني كفيلاً، فقلت: كفى بالله كفيلاً، فرضي بك كفيلاً، فأوصلها إليه بلطفك يارب ) وسدَّ عليها بالزفت ثم رماها في البحر.
تقاذفتها الأمواج حتى أوصلتها إلى بلد المقرض, وكان قد خرج إلى الساحل ينتظر مجيء الرجل لوفاء دينه، فرأى هذه الخشبة.[b][b][b][/b][/b][/b]
قال في نفسه: آخذها حطباً للبيت ننتفع به، فلما كسرها وجد فيها الألف دينار!
ثم
إن الرجل المقترض وجد السفينة، فركبها و معه ألف دينار يظن أن الخشبة قد
ضاعت, فلما وصل قدَّم إلى صاحبه القرض، و اعتذر عن تأخيره بعدم تيسر سفينة
تحمله حتى هذا اليوم .قال المقرض : قد قضى الله عنك. وقص عليه قصة الخشبة التي أخذها حطباً لبيته ، فلما كسرها وجد الدنانير و معها البطاقة.
هكذا من أخذ أموال الناس يريد أداءها، يسر الله له و أدَّاها عنه، و من أخذ يريد إتلافها، أتلفه الله عز وجل .!.
حمار الرجل الصالح
في يوم من الأيام ...منذ قديم الزمان وقبل الإسلام كان رجل صالح راكباً حماره فمر بقرية، قد دمرت وفنى أهلها فشرد بذهنه وأخذ يفكر في حال هذه القرية ثم سأل نفسه متعجباً و مندهشاً. هؤلاء أموات كيف يخلقون من جديد؟..كيف؟..وهذه العظام البالية كيف تعود صلبة؟وكيف تكتسي من جديد وتعود إليها الروح وتبعث إليها الحياة!؟
ورويداً...رويداً. راح النوم يداعب عيني الرجل الصالح وما هي إلا لحظات قصيرة حتى غاب عن الوعي, وراح في نوم عميق دام مائة عام كاملة. قرن من الزمان والرجل الصالح في رقدته هذا ميت بين الأموات وكذلك حماره .
بعد مضي مائة عام من موت الرجل الصالح أذن الله له أن يبعث من جديد فجمع عظامه وسوى خلقه ونفخ فيه من روحه. فإذا هو قائم مكتمل الخلق كأنه منتبه من نومه. فأخذ يبحث عن حماره ويفتش عن طعامه وشرابه. ثم جاء ملك سأله: كم لبثت في رقدتك؟ فأجاب الرجل: لبثت يوماً أو بعض يوم.
فقال الملك: بل لبثت مائة عام، ومع هذه السنين الطويلة، والأزمان المتعاقبة فإن طعامك مازال سليماً وشرابك لم يتغير طعمه. فقال الرجل: عجباًهذا صحيح! فقال الملك: انظر إنه حمارك، لقد صار كومة من العظام ...انظر ...إلى عظام حمارك فالله عز وجل سيريك قدرته على بعث الموتى. نظر الرجل الصالح إلى عظام حماره فرآها وهي تتحرك فتعود كل عظمة في مكانها حتى اكتملت ثم كساها الله لحما ًفإذا بحماره قائم بين يديه على قوائمه الأربع .حينئذ اطمأنت نفسه وازداد إيمانه بالبعث فقال الرجل الصالح: أعلم أن الله على كل شيء قدير.
|
ورقة التوت
ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاًعلى وجود الله عز وجل. ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقة التوت. فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا: كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله؟! فقال الإمام الشافعى: ورقة التوت طعمها واحد, لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريراً. وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً. وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة.. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! إنه الله- سبحانه وتعالى- خالق الكون العظيم! آثار الغضب في النفوس
سامر ولد عصبي وكان يفقد صوابه باستمرار. وأراد والده أن يعالج غضبه فأحضر له كيساً مملوءاً بالمسامير و قال له: يا بني أريدك أن تدق مسمارا ًفي سياج حديقتنا كلما غضبت وفقدت أعصابك ...له: يا بني أريدك أن تدق مسمارا ًفي سياج حديقتنا كلما غضبت وفقدت أعصابك ...
وهكذا بدأ سامر بتنفيذ نصيحة والده فدق في اليوم الأول 37 مسماراً و لكن إدخال المسمار في السياج لم يكن سهلاً.فبدأ يحاول تمالك نفسه عند الغضب.. و بعد مرورأيام كان يدق مسامير أقل.. و بعدها بأسابيع تمكن من ضبط نفسه.. و توقف عن الغضب وعن دق المسامير. فجاء إلى والده و أخبره بإنجازه ففرح الأب بهذا التحول و قال له: ولكن عليك يا بني باستخراج مسمار لكل يوم لا تغضب به.
وبدأ الولد من جديد بخلع المسامير في اليوم الذي لا يغضب فيه حتى انتهى من المسامير في السياج..
فجاء إلى والده و أخبره بإنجازه مرة أخرى.. فأخذه والده إلى السياج و قال له: يا بني إنك صنعت حسناً.. ولكن انظر الآن إلى تلك الثقوب في السياج، هذا السياج لن يعود كما كان أبداً. وأضاف: عندما تقول أشياء في حالة غضب فإنها تترك آثاراً مثل هذه الثقوب في نفوس الآخرين. ففهم سامر المغزى وأصبح يراعي شعور الآخرين, ويبتعد عن الغضب, فإذا ما شعر بأنه سيغضب من أمرما يقوم فيتوضأ ويصلي لله فيذهب غضبه.
|
[/