الارتجالية في تدبير الشأن التعليمي بالمغرب

الارتجالية في تدبير الشأن التعليمي بالمغرب

يتميز المغرب بتنوعه الطبيعي و البشري و الثقافي ،و تعتبر الأمازيغية من المكونات الاساسية للمجتمع المغربي ،فكان لزاما دسترة اللغة الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد الى جانب اللغة العربية في دستور 2011.إلا أن ادماجها بالتعليم المدرسي تميز بالتسرع و الارتجالية،كيف يعقل ان يدرس الأستاذ اللغة الامازيغية و هو لا يتكلمها و لم يسبف له ان استفاد من اي تكوين ؟ففاقد الشيئ لا يعطيه،
إن تدريس الأمازيغية يقتضي ارادة حقيقية بعيدة عن أي مزايدات سياسوية ،و ذلك بتكوين أساتذة مختصين في هذا المجال و امدادهم بالوسائل اللازمة للقيام بمهمتهم،
ما معنى مطالبة المسؤولين بنيابة وادي الذهب للسادة الأساتذة و السيدات الأستاذات بالاكتفاء بادراج الأمازيغية في استعمالات الزمن و تحويل حصصها الى دعم بعض المواد الأخرى ؟ أليس هذا استهتارا من طرف المسؤولين ؟ ما فائدة هذه اللغة ان بقيت حبرا على ورق ؟ألم يحن الوقت كي يقطع المسؤولون مع سياسة الواجهة الذي ظلت تطبع تسيير الشأن العام ؟
ان التعليم هو القاطرة الأساسية التي تقود التنمية و التطور في جميع بلدان العالم و بالأخص التعليم الابتدائي الذي يعتبر أساس البناء القوي ،و لنا في "اليابان "خير مثال لدولة دمرتها الحرب العالمية الثانية لكنها استطاعت ان تنهض و تحتل مراتب عالمية متقدمة بفضل استثمارها في البشر .
فمن أهم معضلات التعليم بالمغرب ما يسمى بالخريطة المدرسية التي تسمح بانتقال تلاميذ من مستوى الى اخر بمعدلات ضعيفة ،الشيء الذي يؤدي الى فشل دراسي لدى المتعلمين ،بسبب هاجس مادي يمنع من تشييد المدارس و توفير الأطر الكافية للعمل بدون اكتظاظ و في ظروف ملائمة ،بالرغم من الميزانيات الضخمة المرصودة.
على الدولة ان تعي أن الإصلاح لابد أن يتم باستشارة مع هيئة التدريس التي تمارس المهنة في الميدان عوض التنظير من مكاتب مكيفة بعيدة عن الواقع المعيش،كما يجب تكييف البيداغوجيات المستوردة مع خصوصيات المغرب و لم لا الاستعانة بالمفكرين المغاربة .
يوسف بريء -أستاذ
مدينة الداخل

شكرا وبارك الله فيك على الموضوع