خريبكة : التعليم الخصوصي أو مظاهر الاسترزاق الموسمي

خريبكة : التعليم الخصوصي أو مظاهر الاسترزاق الموسمي

عبد الله عياش ـ هبة بريس

اعتبر التعليم إلى وقت قريب قضية أمن قومي لكونه القادر على تكوين إنماء عقول واعدة تقود مسيرة التنمية في كل البلدان ، غير أنه في الآونة الأخيرة أصبح كنزا استثماريا في غياب دور الدولة في المنظومة التعليمية الخاصة والتي أصبحت تعاني من مجموعة من المعيقات المستفزة.

إن السياسة التعليمية الخاطئة للمدارس الحكومية أنتجت ميلا فارطا تجاه التعليم الخاص هذا الأخير الذي عمل على توفير الكماليات على اعتبار أنه إدارة اقتصادية تريد أن تتحصل على عائد .

ولا شك أن الوزارة المعنية فشلت بالفعل في ضبط المقاييس المهنية لإنشاء مدرسة خاصة حيث أصبح القطاع مفتوح أمام " أصحاب الشكارة " دون أن تتمسك الدولة بحماية القطاع من ثغرات الاسترزاق المستمرو بشكل فوضوي.

في خريبكة تفتتح كل سنة دراسية على مشاهد رعب تخريجات ووصفات تجعل المواطن يستسلم لأمر الواقع حيث يتم الآن افتعال زيادات رهيبة في تسعيرة التأمين إذ وصل الرقم في بعض المؤسسات إلى مايقارب600 درهم للطفل فيما تتداول أوساط ملمة أن الثمن المؤدى عن التلاميذ لادرات التامين لا يتعدى 30 درهم عن كل تلميذ .

وقد لا يجيء ببال المسؤولين عن القطاع أن بعض المؤسسات بخريبكة تشعلها قوانينا وضعية جائرة كتلك التي يضطر معها المواطن دفع ما يقارب 200 درهم لاجتياز امتحان يخلص إلى أن الطفل مقبول لدى الإدارة كونه على إلمام بأولويات القراءة والكتابة .

وإذا تطرقنا إلى كل هذا وجبت الإشارة إلى الزيادات المتتالية في الاداءات الشهرية التي لا تعرف الاستقرار، ففي كل افتتاح لموسم دراسي يلزم المواطن التعرف على جديد الأرقام التي تنزل على المواطن كالصاعقة سيما إذا استحضرنا توالي المناسبات التي تكهل ميزانية "الآباء " على حد سواء .

هذا بالإضافة إلى تضخيم المشتريات التي تكون في غالب الأحوال عبارة عن إضافات تعجيزية لا علاقة لها بالتحصيل والإلمام المعرفي وعلى سبيل المثال نضرب قانون (في بعض المؤسسات ) يلزم الآباء شراء أدوات مدرسية من نوع( x) بذريعة الجودة المطلوبة .

وإذا كان السالف ذكره قد لا يثير الاهتمام لكون الاختيار يرجع للآباء بين التعليم العام والخاص فهذا يضرب في العمق منظومة التعليم بصفة عامة وهذا ما يجعلها تتوارى في الخلف لأن الغاية حادت الشرف وأصبحت مقرونة بالربح المادي وسوف يكون من الضروري أن تتحمل الدولة انعكاسات هذا الزخ العدواني من الإفرازات الغير القانونية التي تأتي على التعليم بصفة عامة .

شكرا لك أخي على طرح هذا الموضوع

شكرا على التقاسم

شكرا لك وبارك الله جهودك