تحسين مستوى اداء المدرسة
إن الإدارة المدرسية هي مفتاح نجاح العملية التعليمية بل أنها أساس النجاح في كل مؤسسات الدولة فإذا لم نجد إدارة قوية تؤدي عملها فإن المؤسسة التعليمية ستحظي بالفشل الزريع ولن يقوم لها قائم ، فالإدارة أساس النجاح وتمثل قمة الهرم التي من خلالها نستطيع أن ننظم قاعدته، وهي ليست مكتسبة ولكنها استعداد أولاً، وخبرة ثانياً. ولها شروط شخصية في من يستطيع أن يدير أي مكان فبعض الأشخاص لديهم القدرة علي الإدارة ، والقائد الجيد هو الشخص الذى يمتلك القدرة علي ادارة الآخرين بطريقة تقنعهم بصواب إدارته ولديه سرعة بديهية في اتخاذ القرار الصحيح ولديه من الذكاء الاجتماعي في أن يجمع حوله الآخرين في محبة واحترام وأن يكون عادلا في قراراه وأن يكون موضوعي وليس ذاتي في قراراته.
مفهوم الأداء المدرسي : يقصد بمفهوم الأداء المدرسي هو جميع الأنشطة والممارسات والسلوكيات المرتبطة بتحقيق الأهداف والمخرجات ( النواتج ) التي تسعي المدرسة الي بلوغها ، ولذا فإن المفهوم كما نري يعكس كلا من الأهداف والوسائل اللازمة لتحقيقها أي انه مفهوم يربط بين أوجه النشاط والممارسات التي تتم في المدرسة وبين الأهداف والمخرجات (النواتج) التي تسعي هذه الأنشطة والممارسات الي تحقيقها0
إن الإدارة المدرسية هي 80% من نجاح المؤسسة المدرسية فإذا صلحت صلح حال المؤسسة التعليمية وإذا لم تصلح تفسد المؤسسة التعليمية كما أنها تتحمل العبء الأكبر في قيادة العمل المدرسي و توجيهه نحو النجاح وتحقيق الأهداف المرسومة ، ويقع علي عاتقها توفير كل الفرص الممكنة ، واستغلال كافة الموارد البشريـــة والمادية المتاحة بما يحقق تطوير الأداء و جودته و الحصول علي أفضل النتائج ، من خلال القدرة علي التخطيط الجيد و تنظيم العمل و تحفيز العاملين و تسهيل عمليات التواصل بين مختلف الأطراف المؤثرة و المتأثرة بالعمل المدرسي .
ولكي نضمن النجاح في الارتقاء مستوي أداء الإدارة المدرسية هناك مبدأين أساسين لابد من التركيز عليهما00
المبدأ الأول : التركيز علي ضرورة انفتاح المدرسة علي المجتمع المحلي و إقامة شراكة حقيقية بين المدرسة و بيئتها المحلية . لأن المدرسة ، أساساً ، هي مؤسسة أقامها المجتمع لتنوب عنه في تربية النشء و تأهيلهم لمواجهة الحياة بمشكلاتها و تحدياتها في الحاضر والمستقبل . فلا يصح إذن بحال من الأحوال ، أن تعزل المدرسة نفسها عن المجتمع و تعيش في جزيرة نائية عنه 00
إن من حق المجتمع أن يكون علي بينة و علي قناعة بما يدور في داخل المدرسة من أنشطة، وإن من الضروري للمدرسة أن تكسب رضا البيئة المحلية و أن تشركها فيما تفكر فيه و تخطط له من أنشطة و فعاليات ، ولعلة مما يفيد في هذا المجال أن تحرص ادارة المدرسة علي تزويد أولياء الأمور و مؤسسات المجتمع المحلي بمعلومات وافية عن المدرسة و ما تقدمه من خدمات و ما يجري فيها من أنشطــة و فعاليات و ما حققته من إنجازات و نتائج علي مختلف المستويات ، و ما تنوي فعله و الوصول اليه في مستقبل الأيام ، وأن تدعوهم الي رعاية بعض هذه الأنشطة و المشاركة فيها كما توجه طلابها الي تنفيذ مشروعـات و برامج لخدمة البيئة المحلية . إن المدرسة شريحة من شرائح الحياة و يجب أن تكون كذلك و إن القيادة الواعية الناجحة هي التي تجعل المدرسة بؤرة إشعاع في البيئة التي هي فيها00
المبدأ الثاني : والذى ينبغي التأكيد عليه، ولضمان الانطلاقة السليمة للعمل المدرسي ، هو المساندة والدعم الذى يجب أن تقوم به ادارة التعليم لمواجهة نقص الموارد البشــرية أو المادية التي قد تظهر في بداية العام الدراسي والذى يمكن أن يؤثر تأثيرا مباشرا على طبيعة العمل بالإدارة المدرسية0
ونظرا لإن مدرسة القرن الحادي والعشرين، تتطلب من مدير المدرسة جهداً إضافيا كي يتخذ لإدارته المدرسية مسارات ديمقراطية، من خلال تخطيط الأهداف ووضعها، أو تحديد الإجراءات المناسبة للتنفيذ والمتابعة، ويكون ذلك من خلال المشاركة والمناقشة واللقاءات المتنوعة والمختلفة داخل المدرسة وخارجها كل هذا يهدف الوصول الي أهداف المؤسسة التربوية التي يرأسها وكذلك تفويض الصلاحيات للعاملين معه في المدرسة ليشاركوا معه في المسئولية والقيام بأعباء المدرسة والإشراف عليها كي يكون هناك التزام بتنفيذ هذه الأهداف.