الإثنين 15 يوليو 2013, 00:00
على عكس الوزراء الاستقلاليين الخمسة، الذين اختاروا الغلظة في القرار، "فتشبطوا" مع شباط، أبى محمد الوفا إلا أن يمارس الرقة، وهكذا عوض أن "يتشبط" هو الآخر ويستقيل من حكومة بنكيران، اختار أن يتشبت فقط بمقعده في الوزارة.
محمد الوفا، صاحب القولة الشهيرة "والله أوباما باباه"، لم يختر الرقة فحسب، بل اختار الشجاعة والتضحية أيضا، فإذا كان الوزراء الخمسة باستقالاتهم سيخسرون مقاعدهم الوزارية، فهو سيخسر أكثر من ذلك، سيخسر حزبه الذي حصل على المقعد باسمه، والذي من غيره لن يحصل مستقبلا على أي مقعد آخر.
بعض القياديين في حزب العدالة والتنمية، الذي ضحى الوفا بأعز ما يملك من أجل الوفاء لأمينهم العام، لم يقدروا، للأسف، تضحية الرجل، ولذلك صاروا يتفكهون عليه، ومن خلاله على حزب الاستقلال، مستغربين، رغم كل شيء، لهذه "القاعدة الخايبة" في التشبث بالمنصب، التي تجعل السياسة في النهاية بلامعنى.
لكن الوفا، ليس مغفلا من طينة المغفلين الذين، لدواع نفسية غير سوية، عادة ما يلجأون إلى إبكاء الأهل عن طريق إضحاك الخصوم، فلا يتحقق لهم ذلك، ليجدوا أنفسهم موضوعا للضحك من جميع الأطراف، بل هو رجل رقيق وشجاع وصاحب تضحية أيضا، وهي الصفات التي يدرك جيدا مدى التقدير الذي ستجده من بنكيران، الذي يتميز هو الآخر بقدر أكبر من الرقة ورهافة الشعور، إلى حد الإجهاش إزاء مثل هذه المواقف النبيلة، وهذا بالضبط ما تؤكده مصادر موثوقة جدا بالسلاسل في بويا عمر، حيث أشارت هذه المصادر إلى أن الوفا الذي لم يستقل لن يقال أيضا، بل سيستمر في المسؤولية حتى مع تشكيل الحكومة الجديدة بعد دخول الأحرار مكان الاستقلاليين، وهذا بإرادة وإصرار من بنكيران.
طبعا، ليس هينا مع الدستور الجديد و"الزكير" بين بنكيران والمعارضة أن يجد وزير بلا حزب مكانا في حكومة تحالف سياسي، بيد أن المصادر الموثوقة جدا نبهت إلى وجود تخريجة مناسبة للاحتفاظ بمحمد الوفا، موضحة أن هذا الأخير سيحظى عما قريب بحزب جديد كهدية من بنكيران الذي يتوفر في مرجعيته على ستين حزبا، من بينها حزب يحتوي على آية الكرسي، وهو ما قد يجده الوفا مغريا طالما له علاقة برغبته في الاحتفاظ بالكرسي، وهكذا بعد أن يصبح للوفا حزبه الخاص به لن يكون أمام بنكيران مانع من تعيينه وزيرا، إنما ليس وزيرا للتربية الوطنية، بل وزير للتربية الاسلامية، كما تضيف مصادرنا الموثوقة جدا.
. المصادر ذاتها أنهت إفادتها قائلة:" الوفا لن يعفى من الحكومة، إنما الله يعفو عليه وصافي"