مرجانة
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ،ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتعليق وإضافة موضوع جديد أو التخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم.
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيُرْجى التسجيل .وشكرا .
ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك.
تحيات ادارة منتديات مرجانة
مرجانة
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة
تسجيلك في هذا المنتدى يأخذ منك لحظات ،ولكنه يعطيك امتيازات خاصة كالنسخ والتعليق وإضافة موضوع جديد أو التخاطب مع الأعضاء ومناقشتهم.
فإن لم تكن مسجلا من قبل فيُرْجى التسجيل .وشكرا .
ستحتاج إلى تفعيل حسابك من بريدك الإلكتروني بعد تسجيلك.
تحيات ادارة منتديات مرجانة
مرجانة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرجانة

تربوية ثقافية
 
الرئيسيةالرئيسية  التسجيلالتسجيل  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  

 

 التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
خادم المنتدى
عضو مجاهد بمرجانة
عضو مجاهد بمرجانة
خادم المنتدى


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3945
اسم الدولة : المغرب
نقاط : 8764
تاريخ التسجيل : 12/07/2012

الأوسمة
 :  

التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية Empty
مُساهمةموضوع: التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية   التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية Emptyالأحد 02 يونيو 2013, 10:36

التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية

أ. ليندة قياس

قسم اللغة العربية وآدابها- المركز الجامعي سوق أهراس- الجزائر





توطئة :
غالبا ما نقرأ في بعض الجرائد اليومية والأسبوعية وفي المجلات والكتب التربوية وما يطرق آذاننا في الأوساط المهتمة بشؤون التربية من أولياء تلاميذ وإداريين ومربيين ، كلام عن تدني مستوى التعليم في المدارس الجزائرية وخاصــــة في السنوات الأخيرة ، وقد شمل هذا الضعف جميع مراحل التعليم حتى الجامعية منها ، وكثيرا ما نطالع بتأفف الأستاذة من ضعف تلامذتهم ، الذي يتجلى في رأى البعض منهم ، في تقلص مقدرتهم على التحصيل الدراسي ، بل قد تسمح بعضهم يعلن بحسرة نفور التلاميذ من المادة الدراسية التي يقدمونها لهم .

إن هذه الشكاوي على عفويتها وصدقها وواقعيتها ، لا تعدو كونها مرآة عاكسة لواقع تعليمى بائس في وطننا العربي بصفة عامة والجرائد بصفة خاصة .

وإنه لجدير باهتمام الباحثين والتربويين الذين يلجؤون في محاولة لتفسير هذه الملاحظات وسبر أغوارها ، وفهم أبعادها إلى طرح التساؤلات التالية:

ماهي الاسباب التي أدت الى تدنى مستوى التعليم ؟ وهل يرجع ذلك الى المعلم أم إلى المتعلم ؟ أم إلى كليهما ؟ أم إلى الطرائق والمناهج المتبعة في التدريس ؟

إن محاولة الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها يفضي بنا إلى إعادة النظر في العناصر المكونة للعملية التربوية وما يجب أن تقوم عليه من أسس علمية وفنية .

وإلى العلوم المساعدة لها ، وإلى دور الأستاذ الديداكتيكي ، لنعرج بعدها الحديث عن واقع تعليم العربية في ظل العولمة .

1-العناصر المكونة للعملية التربوية وما يجب أن تقوم عليه من أسس علمية وفنية بينت الدراسات الحديثة أن العناصر المكونة للعملية التربوية التي تدور في غرفة الصف إنما تعود في أصولها إلى سبعة هي التالية(1):

1-البنية النفسية للتلميذ 2-البنية الاجتماعية لبيئة التعليم

3-مضمون الأنشطة التعليمية 4-أنماط تفكير التلاميذ

5-طرائق تدخل المعلم في العملية التربوية 6-الوسائل التعليمية

7-الأهداف التربوية

1-1 البنية النفسية للتلميذ :

كشفت الدراسات الحديثة في مجال علم النفس ضرورة فهم المكونات النفسية للتلميذ ، والنظر في المميزات والاحتياجات النفسية لكل مرحلة من مراحل عمره "لأن لكل مرحلة من مراحل العمر هذه مميزاتها ومتطلباتها المتعددة التي تطال سائر ميادين نمو الشخصية : من عاطفية وانفعالية وعقلية. "(2 )

كما أثبتت نتائج البحوث التربوية والنفسية أن عملية النمو بشكل عام لها خصائص هامة ولهذه الخصائص علاقة مباشرة بالمنهج الدراسي وطرق التدريس(3) فبقدر مراعاتنا لهذه الطبيعة وتلك الخصائص أثناء بناء المنهج ، ومن خلال الإجراءات العملية داخل حجرة الدراسة ، بقدر ما يساعد ذلك التلميذ على تقبل المادة الدراسية وتكوين اتجاهات إيجابية نحوها ...بل قد يؤدي ذلك إلى زيادة تحصيله العلمي ، وإكتساب سلوكات أخرى إيجابية كالثقة في النفس ، ومبادأة الحديث وتوجيه الأسئلة .

1-2 : البنية الاجتماعية لبيئة التعليم :

تنطلق البنية الاجتماعية لبيئة التعليم من المنزل ، من أسرة التلميذ على وجه التحديد ، حيث يتلقى الطفل على أيديهم مجموعة من القيم والمفاهيم الاجتماعية حول " الأنا والآخر " والإنسان القريب ، والإنسان البعيد ، والمواطن نحو البيئة الاجتماعية الكبيرة المتمثلة في الشارع والحي والمدرسة بما فيها من أساتذة وإداريين وتلاميذ ، والقرية أو المدينة أو المنطقة هذه البيئات كلها وما تحمله من عادات وشعارات ونشاطات وقيم وأفكار سائدة كلها تترك أثرها على التلميذ (4) والتي ستواجه المربي في عمله التربوي . وهذا ما يجب أن لا يغفل عنه أثناء ممارسة نشاطه التربوي فعليه إذن " أن يتصل بطلابه اتصالا منفتحا وقويا ، وأن يكون اتصال طلابه به هكذا ، حتى ينجحوا في تحقيق أهداف التربية"(5)

1-3- الأنشطة التعليمية :

تعني الأنشطة التعليمية " كل النشاطات التي يعمل المنهج على تدريب التلاميذ عليها بما تحتويه من مواد تعليمية ومهارات ذهنية وخبرات يدوية عملية وأعمال صفية ولا صفية ، والواجب أن ينظر إلى كل هذه الأنشطة على أنها وحـدة متكاملة (6).

وما يجب على المربي هو الإفادة من المناهج الجديدة في تقديم هذه الأنشطة والتي تعتمد على المقاربة بالكفاءات .

هذه المقاربة الجديدة تجعل المتعلم محورا أساسيا لها ، وتعمل على إشراكه في مسؤولية قيادة تنفيذه عملية التعلم إلى حلها باستعمال الأدوات الفكرية وتسخير المهارات والمعارف الضرورية لذلك(7)

إن هذه المناهج الجديدة حددت أدوارا متكاملة جديدة لكل من المعلم والمتعلم .

1-4 : أنماط تفكير التلاميذ :

إن دراسة المعلم لأنماط تفكير تلاميذه ، وتطبيق معطيات دراسته تلك على الوضعيات التربوية التي يعيشها في الصف لمن العوامل الأساسية في رفع مستوى أدائه التربوي ، ويعني خبراء التربية بأنماط تفكير التلاميذ الطريقة التي يفكرون بها من ( استقرائيه ، قياسية ، استنباطية ... )

ومما لا شك فيه أن " دراسة الطريقة الفكرية في تفاعلها مع مضمون الأنشطة التعليمية ومع المثيرات التربوية المحيطة ، يشكل المدخل الرئيسي لمدى نمو التلاميذ (8).

طرائق تدخل المعلم في العملية التربوية :

تستند طرائق تدخل المعلم في العملية التربوية في جوهرها الى طريقة التعليم التي يتبعها من تقليدية تتركز عليه كمحورلها " فينشغل كناقل للمعلومات لا يشرك تلاميذه في الغالب متناسيا أن هؤلاء التلاميذ يتعلمون بأساليب مختلفة ، وسرعات متفاوتة ، بينما هو يتخذ لتعليمه طريقة لا تتغير وإيقاعا واحدا مفروضا على الجميع (9) الى ابتكارية فيصبح المعلم منشطا ومنظما وليس ملقنا وهو بذلك يسهل عملية التعلم ويحفز على والابتكار والتفتيش " فالأهم هو أن نتعلم كيف نتعلم لا أن يعلمنا مدرس من مكانه " الأعلى " مـدرس يـقرر وحـده مـا يجــب أن نتعلمه (10) .

1-6 : الوسائل التعليمية :

تعتبر الوسائل التعليمية بكل أنواعها أدوات ضرورية ومساعدة على تطبيق المناهج ، ويمكن القول حينئذ إن الوسائل التعليمية هي " كل أداة يستخدمها الأستاذ لتحسين عملية التعلم وترقيتها ، وذلك بتدريب المعلمين على اكتساب المهارات المختلفة ، وإكتساب عادات معينة تمثل مرتكزا جوهريا في العملية التعليمية(11) وفي هذا السياق يرى د/صالح بلعيد أن واقع الحال يشير إلى أن نقصها ( أي الوسائل التعليمية ) في مؤسستنا بسبب ضعف المردود المادي وعدم إنتاج الوسائل المتطورة ومع هذا فإن الوسائل المتوفرة لا تستغل كما هو لازم لعوامل كثيرة نذكر منها

-ضعف اهتمام المدرسين بالوسيلة التعليمية ولو توفرت في مؤسساتهم

-نقص أو عدم التحكم في تقنيات الاستعمال (12)

إن الحديث عن الوسائل التعليمية وتنوعها داخل المؤسسات التعليمية يرتبط ارتباطا وثيقا بالتطور التكنولوجي والعلمي الحاصل في كل بلد

لقد أدركت الدول المتقدمة الحاجة إلى هذه الوسائل والأجهزة والأدوات المساعدة والتي يمكن أن تحقق الهدف المتوخي من العملية التربوية بأقل جهد ممكن

لقد تطورت هذه الوسائل تطورا مذهلا ، من استعمال للوسائل السمعية ،و السمعية البصرية ، ونماذج الأشياء " والحاسب الآلي الذي قدم اضافة مهمة في مجال تعليم اللغة حيث مكن من توفير جهد كبير كان يبذل في قاعة الدرس للتدريبات اللغوية على وجه الخصوص ، واستثمار هذا الجهد في تنمية القدرة الإنتاجية للمتعلم(12). الأهداف التربوية :

يجمع معظم الدارسين على أن الهدف التربوي عبارة عن :

سلوك قابل للملاحظة والقياس والتقويم يتحقق لدى المتعلم بعد ممارسة نشاط تعليمي ما داخل قاعة الدراسة (13).

إن الهدف التربوي " هو الذي يرسم معالم طريق للعملية التربوية كلها حيث إنه النتيجة لتعليم ناجح "(14).

ولصياغة الأهداف التربوية صياغة دقيقة لا بد من مراعاة الأبعاد العلمية التالية :

التعلم من أجل المعرفة

التعلم من أجل العمل

التعلم من أجل التعايش

التعلم من أجل الكينونة

ولكن هذا يقتضي مراعاة الأبعاد التالية :

بعد الوطنية

بعد العصرنة

بعد الديموقراطية

بعد العولمة

إلا أن ما يلاحظ في المدارس الجزائرية بصفة خاصة ، أن المعلم لا يولي اهتماما كبيرا لمعرفة هذه الأهداف أو محاولة صياغتها صياغة علمية دقيقة ، بل يرى أنها عبء يثقل دفتر إعداده اليومي .

فلكي نتجنب أن نولي ظهورنا للأهداف ، ألا يجدر بنا أن نعرفها ونصوغها صياغة صحيحة ، خاصة إذا علم المعلم ان معرفة الأهداف التربوية التي يرصدها تسمح له بتوجيه نشاطه التربوي و المنهجي(15) ، إنها تمكنه من رؤية إلى أين نسير ، وتساعده على التأكد مما إذا كان ما يفعله يشكل حقيقة وسيلة لبلوغ الغاية أو الهدف المرصود ، خاصة إذا علمنا أن الدقة في اختيار الأهداف أمر له أهميته في الدول المتقدمة حتى غدا الهدف جزء من المنهج"(16).

2- العلوم المساعدة للعملية التربوية :

إن الحقل التربوي غني ومتعدد المصادر والروافد ، يستمد منها حلولا للمشكلات التعليمية التي تواجه كل من الأستاذ والطالب داخل قاعة الدراسة ، وإذا كان من الواجب أن لا نحصر هذه المصادر في علوم بذاتها ، فإن ثمة اتفاقا بين الديدكتيكيين على أن علوما محددة تمثل المصادر الأساسية والمساعدة للعملية التربوية ونذكر على رأس قائمة هذه العلوم : علم النفس التربوي وعلم نفس التعلم وعلم الاجتماع التربوي ، والطرائق العامة والتكنولوجيا ، وأصول البحث التربوي والغايات التربوية العامة ، والأهداف التربوية الخاصة بمادة الاختصاص ، وبما أن مجال هذه الدراسة لا يسع للتفصيل في مضامين هذه الاختصاصات فإننا سنقتصر على عرض بعض النواحي الأكثر ضرورة في الحقل التربوي والتي تساعد بشكل كبير المعلم على إنجاح درسه ، وتشويق طلابه للمادة الدراسية التي يقدمها لهم .

ذكرنا آنفا أن فهم البنية النفسية للتلميذ تشكل الركيزة الأساسية في العملية التربوية ولا يمكن للأستاذ أن يتقن مبادئ النمو الجسدي والعقلي والعاطفي والانفعالي للتلميذ وشروطه ومستلزماته ، ويوظفه التوظيف الصحيح في العملية التربوية ، إذا لم يتعمق المعلم نفسه في دراسة معطيات علم النفس التربوي ، وعلم نفس التعلم ، بل إن نتائج هذين العلمين تساعد كثيرا في معرفة مدى ملائمة المواد والأنشطة التربوية لأعمار التلاميذ (17).

-أما علم دينامية الجماعة :فيعطى للمربي المهارة الكافية لخلق الحيوية والنشاط في الجماعة المكونة لصفه .

فكثيرا ما نسمع المدرسين يقولون بأن التلاميذ ينقصهم الشوق نحو مادتهم الدراسية ، وأنهم ينفرون من المادة ذاتها ، وأحيانا من الدارسة عامة .

والحقيقة أن الحل السحري لهذه القضية بيد الأستاذ ، فعليه استمالة طلابه وتلبية رغباتهم وحاجاتهم للهو والنشاط الجماعي والانضباط ، والعمل القيادي والتعاون والديمقراطية في التعامل(18).

ولتكنولوجيا التربية دور حاسم وفعال في إنجاح العملية التعليمية ، لا يكفي تحكم الأستاذ المربي في استعمال الأدوات التكنولوجية الحديثة ، وهي كثيرة ومتنوعة " إنما عليه يستغلها استغلالا جيدا وفي كل الظروف المحيطة بالعملية التعليمية ، بل عليه أن يتمتع بالذهنية التكنولوجية التي تسير مع تقدم العلوم والتقنيات(19) لمسايرة التطور العلمي والعملقة التكنولوجية المعقدة التي يشهدها العالم ، لأن هذا القرن قرن للمعرفة ولا مكان فيه لمن لا يعرف (20) .

أما علم الاجتماع التربوي : فله دور بارز في تقريب المسافة بين الأنا والآخر مما يساعد على تفسير ظاهرة الإنخراط الاجتماعي التي تفسر بدورها ظواهر أخرى تتعلق بمحبة الآخرين والتعاون معهم والخضوع للحق في كل العلاقات والتصرفات وهذا ما يؤدي إلى تكوين الشخصية المنفتحة المتوازنة التي تبتعد عن الغلو والشطط ، والإنفعالات العاطفية الشديدة (21).

-ومما لا شك فيه أن استثمار نتائج دراسات وبحوث هذه العلوم ، سيسهم كثيرا في خلق حلول للمشكلات التي تعترض سبيل العملية التعليمية ، وما على الأستاذ إلا أن يتقن دقائقها وأن يغرسها في عمق مادة الاختصاص ، بعد أن يتعمق هو نفسه في مادة اختصاصه

إن وعي الأستاذ بمكونات العملية التربوية ، وإفادته من العلوم المساعدة ليس كافيا في نظر بعض الباحثين للنهوض بمستوى تعليمي أفضل ، ولا يؤدي حتما إلى إنجاح العملية التعليمية ، بل لازالت هذه الأخيرة تواجهها إنشغالات أخرى ، ومن هنا يبرز دور الأستاذ الديداكتيكي الناجح وما سيبذله من جهود للبحث عن حل للمشكلات التي تتعرض مساره المهني نذكر من بينها :

1-وعي الأستاذ بمشاكل التعليم :

إن الأستاذ الناجح هو الذي يحس حقيقة بما يجري داخل قاعة الدرس وأن يعاين بنفسه كل كبيرة وصغيرة تحدث داخل القسم ، لأن هذه المعاينة تعتبر ضرورية لتطوير تعليمهم .

وكما أشرنا سابقا قد يشتكي الأستاذ من تذمر التلاميذ من المادة التي يدرسونها وقد ينقصهم الشوق سواء لهذه المادة أو لغيرها ، أو تجاه الدراسة عامة ، والذين يدرسون بدون أن يفهموا والذين ينسون بمجرد أنتهاء الإمتحانات والذين يعانون غالبا من مشاكل دراسية خطيرة ، دون أن ننسى مشاكلهم الوجدانية ، كل هذه المشاكل يجب أن لا يغضي الأستاذ عنها طرفا أو يتجاهلها بل يسعى جاهدا لحلها من خلال بناء علاقة من التفاعل الشخصي مع طلابه ، لأننا نحتاج كما يرى روجرز إلى " ميسر " حقيقي للتعلم ، أي إلى شخص يكون عمله الوحيد تيسير التعلم (22).

2- تحفيز التلاميذ نحو مادتهم الدراسية

على الأستاذ أن يكون ذلك الحرفي الماهر ، الذي يكيف طرائقه حسب مستوى تلاميذ صفه ، ولا يتأتي له ذلك إلا بعد إدراكه للفروق الفردية الموجودة بينهم ، وأن يضع في الحسبان أن هؤلاء التلاميذ يتعلمون بأساليب مختلفة ، وسرعات متفاوتة ، فلا يتخذ هو لتعليمه طريقة لا تتغير ، وإيقاعا واحد مفروضا على الجميع ، بل يجب أن يبقى " تلك العين الساهرة على مدى ملاءمة خطابه وعمله ونشاطاته لمستوى فهم واستيعاب تلاميذه(23) ، محاولا تقديم الوسائل الكفيلة لتشويق التلاميذ إلى المادة .

3- إغناء الوسط التربوي :

كيف يمكن للمدرس إغناء الوسط التربوي ؟(24)

يمكن للمدرس إغناء الوسط التربوي من خلال لعبة أو أداة تربوية يصادفها أو يصنعهاهو بنفسه أو يفترح كتابا أو مجلة أو عقد لقاءات أو عرض أفلام أو صور ثابتة حول موضوع بعينه ، ويعمل على الإنطلاق من هذه المشاريع ليجعلها مصدرا للمعارف(25) ، لأن المعارف التي نكتشفها بأنفسناهي التي تترسخ في الذهن وبناء على ذلك فإن الاهم هو أن نتعلم كيف نتعلم ؟

4- بيان أهمية المواد الدراسية :

على المدرس الناجح أن يبرز لتلاميذه أهمية المادة التي يقدمها فلا يعلي شأن مادة على حساب مادة أخرى ، ومن ثمة عليه أن يضع في ذهن طلابه أن كل تخصص علمي يهتم بنوع خاص من المشاكل التي تواجه مجتمعنا فكما أن الرياضيات مكنت من حل عدد من مشكلات مسح الأراضي ، وكما أن علم الحياة والطب مكنا من حل عدد من مشكلات الصحة إضافة إلى أن كل هذه المواد تمكن من تحصيل ثقافة عامة وتفكير نافع للعقل(26).

5-تنمية المهارات العقلية للتلاميذ :

على الأستاذ أن يعمل على تنمية المهارات العقلية لطلابه ، لأن المعارف تتطاير لكن المهارات تبقى مثل مهارة الحساب الذهني ، مهارة حل بعض المشاكل ، مهارة التفكير الاستدلالي ، مهارة البحث ...(27 )

فأعظم مهارة يمكن تنميتها عند التلميذ هي أن يتعلم كيف يتعلم كما ذكرنا سابقا أي أن يتوصل لإكتشاف المعارف وتحصيلها بنفسه حتى ترسخ في ذهنه .

التقويم :

إن التقويم فعل ضروري لكل تقدم أو نمو ، فتقريرالمصير الدراسي والمستقبل العلمي لتلميذ عن طريق تقويم عمل قام به يلقي مسؤولية كبيرة على ضمير الديداكتيكي ، ويضعه في موقف فيه الكثير من صعوبة القرار...(28

والحرج الذي يقع فيه الأستاذ أثناء تقويمه لأعمال التلاميذ أكثر ما يكون في المواد غير العلمية ، وحتى يتجنب هذا الحرج عليه أن يلزم نفسه بـ :

1- الابتعاد قدر الإمكان عن المواقف الشخصية والتجرد عن النوازع الفردية

2- أن يعمل على صياغة الموضوعات والأسئلة بدقة حتى لا يتركان أي أثر للشك والإبهام .

3- أن يعمل على تقديم أسئلة تفصيلية ، وعدم إهمال أي عنصر من العناصر المكونة للوضعية المطلوب تقويمها .

واقع تعليم اللغة العربية في ظل العولمة :

يتحدث المفكرون عن العولمة وآثارها ، ويذهبون إلى أن طمس الشخصية العربية الإسلامية من أكبر أهداف الغزو الثقافي ونتائجه(29) ومن هنا فإن محاولة إضعاف اللغة العربية وإحلال لغات أجنبية قوية مكانها يعد شكلا من أشكال تحطيم ثقافتنا الإسلامية ، وأضعاف هويتنا العربية ، والناظر في الوضع اللغوي في أوطاننا العربية عامة والجزائرية خاصة ، يجد أن اللغة الفرنسية ( في الجزائر مثلا ) قد اكتسحت المنزل والمدرسة والسوق ، وبدأت تتحكم في كثير من مناحي حياتنا ، بل ظهرت أصوات تتعالى مطالبة بتعليمها للأطفال منذ الصغر وتكاد بعد دخول عصر الأنترنيت والفضائيات أن تنتزع لغتنا من ألسنتنا بل أن تفرغ من أدمغتنا(30) .

من هذا المنطلق يمكننا أن نوجه الدعوة إلى جميع الأساتذة على اختلاف تخصصاتهم وخاصة أساتذة اللغة العربية وفي جميع مستويات وأطوار التعليم ، على أن يتصدوا لهذه الحملة المسعورة ، وأن يغاروا على لغة دينهم فيوسعوها درسا ودراسة ، بل يجب أن يحببوها لطلابهم كما ندعوهم أيضا للإفادة من نتائج البحوث والدراسات اللسانية خاصة في الأطوار الابتدائية والمتوسطة والثانوية.

وفي هذا السياق يشير د / ميشال زكريا إلى أن " من يرغب في أن يعلم مادة اللغة يجب أن يطلع بصورة واسعة ومعمقة على التنظيم الـقائم ضـمن الـلغة (31) أما د/ عبده الواجحي فيرى أن " علم اللغة صار نموذجا في العالم المتقدم لكثير من العلوم بما أصل من نظريات وبما طور من مناهج للتحليل ، وهو حقيق بأن يألفه طلابنا في التعليم العام لأنه يساعد على تـشكيل نـمط التفــكير العلمي عندهم(32)، ثم يبين لنا نتائج إفادة الدول المتقدمة من هذا الحقل المعرفي الجديد في مجال التعليم العام وخاصة الابتدائي فيضيف قائلا : أليس من الغريب حقا أن طالب الجامعة عند نا ممن يتخصص في العربية لا يعرف الفرق بين الأصوات الصائتة والأصوات الصامتة، ويعرف ذلك تلميذ المرحلة الابتدائية في أوروبا ؟

وهو لايعرف ان علماءه القدماء كانوا روادا في دراسة الصوت اللغوي, وقدموا

فيها إبداعات معروفة ، وبخاصة في درسهم للآداء القرآني في التجويد وعلم القراءات(33) .

الخلاصة :

-إن التدريس فن له أصوله وقواعده ، إنه وبكل اختصار مسؤولية ثقيلة ألقيت على كاهل الأساتذة ، إلا أن الحديث عن الأوضاع التعليمية في وطـننا يـكشف ما في تعليمنا من تأخر وتقهقر وتدني في المستوى ولنقتصر من هذه الأوضاع على ما يجري في قاعة الدرس ، فلو حاولناالبحث عن جديد مختلف عما كان يجري عليه في عقود خلت فلن نحصل على شيء ، المعلم معه دفتر تحضيره ، السبورة ، الكتاب المقرر ، وهو يتكلم معظم الوقت سالكا بذلك طريقة النهاية التعليمية دون أن يشعر وقد تجمدت عروق الإبداع التربوي والتعليمي في فكره .

- إن التدريس بمفهومه المعاصر يبحث عن الأستاذ الديداكتيكي

- إنه ذلك الحرفي الماهر ، الذي يكيف طرائقه حسب مستوى تلاميذه حتى لا تتجمد عبقريته .

- انه تلك العين الساهرة على مدى ملاءمة خطابه وعمله ونشاطه لمستوى فهم واستيعاب تلامذته.

- إنه يحرص دائما على مدى تفاعلهم مع مادته بهدف دفعهم للاستزادة من المعرفة والخبرة عن طريق تفتيح أذهانهم ، وشحذهم ليتدربوا على إكتشاف المعارف بأنفسهم .

- إنه وبكل إختصار يحضر تلاميذ اليوم ليصبحوا أساتذة الغد .
[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rahaf
عضو مبدع بمرجانة
عضو مبدع بمرجانة



الجنس : انثى
عدد المساهمات : 607
اسم الدولة : المغرب
نقاط : 5604
تاريخ التسجيل : 07/12/2010
العمر : 45

التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية   التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية Emptyالأحد 02 يونيو 2013, 12:04

معلومات هامة
شكرا وبارك الله فيك على هذه المجهودات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادم المنتدى
عضو مجاهد بمرجانة
عضو مجاهد بمرجانة
خادم المنتدى


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3945
اسم الدولة : المغرب
نقاط : 8764
تاريخ التسجيل : 12/07/2012

الأوسمة
 :  

التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية   التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية Emptyالأحد 02 يونيو 2013, 12:11

rahaf كتب:
معلومات هامة
شكرا وبارك الله فيك على هذه المجهودات
***********************
شكرا جزيلا لك على المرور البهي و الرد الطيب
تحياتي و مودتي و تقديري

**********
******
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التعليم الناجح: أسسه الفنية ومرتكزاته العلمية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المعلم الناجح
»  كفايات المعلم الناجح
» الطفل السعيد والطفل الناجح
» مائة فرق بين المدير الناجح والمدير الفاشل:
»  بعض الخطوات المنهجية و العملية للاستعداد الناجح للامتحانات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مرجانة :: مرجانة التربوية والتعليمية :: مواضيع تربوية عامة-
انتقل الى: