مديرية الموارد البشرية بقطاع التعليم هل تفلح سياسة البادج في حل مشاكل الأسرة التعليمية
أسيف نشر في أسيف يوم 16 - 07 - 2006
رغبة منها في تنظيم "عملية المرور" لمدخل المديرية، ارتأت مديرية الموارد البشرية، قطاع التربية الوطنية، أن تنهج سياسة جديدة سواء في التنظيم، أو في تدبير ملفات موظفي وأعوان الوزارة، وهكذا فقد لجأت المديرية مواكبة لنفس السياسة، إعمال "لغة الألوان" لتنظيم عملية المرور والدخول إلى داخل أروقة، ومكاتب المديرية، ولمن فاتته "تقنية" الألوان المعمول بها حاليا، نذكر بأنه على كل موظف وافد إلى بناية المديرية، أن يستعد لمواجهة "السؤال الصعب"، "لماذا أنت هنا"، ليجاب على طلبه بمنحه بطاقة من البطاقات المعدة لهذا الغرض، فالبطاقة البيضاء تخول لصاحبها الإكتفاء فقط بزيارة فضاء الاستقبال، "زيارة خفيفة"، في حين بإمكان حامل البطاقة الصفراء أن يلج إلى أحد مكاتب رؤساء الأقسام، حسب نوع الشكاية، المشكل، أو الطلب الذي جاء من أجله، شريطة أن يكون قد جاء مصحوبا بترخيص مسبق من النيابة، لتمنح البطاقة الوردية إلى الزائر المحضوض لأنها تمكنه من زيارة الكتابة الخاصة للسيد المدير، وطبعا هناك دائما بطاقة حمراء غير معلنة تمنح للزائر "غير المرغوب فيه"، يشهرها عليه سواء بعض الموظفين "الغلاظ الشداد"، في مدخل بناية الاستقبال، أو رجالات "حفظ الأمن" الذين تنحصر مهامهم في تنفيذ مثل هذه الأغراض.
وإذا كان الهدف المتوخى من هذه العملية نبيلا لأنه على الأقل سوف يحد من دخول كل من "هب ودب"، إلى مكاتب المديرية، بما تحمله هذه العملية من وضع حد لكل الشائعات حول البعض ممن يفضلون السباحة في الماء العكر، فإنها من جهة أخرى خففت العبء على جزء كبير من موظفي المديرية الذين انحسرت مهامهم تقريبا في الجواب على استفسارات الزوار، حتى ليخيل إليك وكأن الأمر يتعلق "بسوق بشرية"، من كثرة الازدحام والضجيج، فمصطلحات القرارات، التعويضات العائلية، والترقية كانت تتردد صداها بقوة على جدران المديرية. على أن ضخامة هذه العملية "بحسب الكثيرين" لن تمر على الوجه الأمثل ما لم تعالج العديد من القضايا المرتبطة بمن يملك "أحقية الدخول"، خاصة وأن هناك تضييقا حتى على ممثلي الشغيلة التعليمية من اجتياز "عبارة" الدخول، وهو من شأنه أن يضرب مصداقية العمل النقابي والدور الذي بات يضطلع به هذا الأخير كشريك أساسي في العملية التربوية والتدبيرية ككل. كما أن منطق الاشتغال الحالية للمديرية، والذي أصبح يرتكز على فضاء الاستقبال كمحطة أساسية لتصفية العديد من الشكايات والاستفسارات، لم يواكب بتغييرات، سواء على مستوى الطاقم البشري "كما وكيفا"، إذ أصبح منوطا بعدد جد قليل ومحسوب على رؤوس الأصابع، تنزيل "كل هذه السياسة" واستقبال "كل هذا الكم الهائل" من الزوار، كما أن بنية الفضاء هي بذاتها لا تساير هذا الحدث، إضافة طبعا إلى طبيعة البرانم المعلوماتية، والتي تحتاج بدورها إلى تطوير وتحيين كي تواكب الحدث، إذ بإمكان المعلوميات أن تقدم خدمات كبيرة سواء في الشق التواصلي أو التدبيري لملفات العديد من الموظفين ومعرفة وتتبع أوضاعهم الإدارية،صحيح أن المذكرة الأخيرة رقم 95 بتاريخ 9 يونيو الموجهة إلى السادة مديري الأكاديميات ونواب الأقاليم والتي "حولت وقربت" جزء من الأشغال المنجزة مركزيا إلى الجهات سيكون لها بعضا من النتائج المرجوة وسوف تخفف جزء من العبىء على المديرية، إلا أنها لن تحد من أهم عملية تتبع الوضعيات الإدارية. وهو ما يطرح من جهة أخرى بعض القضايا الأساسية، من قبيل "جرأة" بعض رؤساء أقسام المديرية من التخلص من بعض الملفات التي يعتبرون تدبيرها جزء من قوتهم ونفوذهم، و ضرورة "تفويتها" إلى الجهات، إذ تبدو ملحاحية تقريب الإدارة من المواطنين والموظفين، وضرورة وضع "خريطة إرشادية" في المدخل الرئيسي للمديرية، ضرورة إعادة انتشار الموظفين داخل المديرية مسايرة للسياسة الجديدة، وضع هيكلة جديدة للمديرية، ضرورة الاستعانة بأطر إعلاميات الوزارة، وإخراجهم من "قوقع" الكتابة "بالوورد أو إيكسيل" ، إذ هناك مسافة كبيرة بين مهنة الإعلاميائي و السكريتارية، ضرورة تفعيل برامج التكوين المستمر، ضرورة تحفيز موظفي المديرية حسب الاستحقاق، ضرورة توفر المديرية على وضعية القرارات المنجزة سواء في المراقبة المالية، أو الوضعية المالية، حتى تجسد المديرية عمليا مفهوم "الشباك الوحيد" ولتكون سباقة عمليا لتنزيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. سعيد الزغوطي الكاتب العام للمكتب النقابي لموظفي المصالح المركزية التابع للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب
الرئيسية 
