كشفت أرقام غير رسمية أن المغرب تدحرج إلى المرتبة الثامنة إفريقيا في مجال البحث العلمي، بعدما كان إلى حدود سنة 2010 يحتل المرتبة الثالثة وراء كل من مصر وتونس، حيث تم تسجيل خصاص مهول في مجال البحث العلمي الذي تقل ميزانيته عن 1 في المائة. ودق محمد درويش الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي ناقوس الخطر بشأن وضعية البحث العلمي في المغرب، مؤكدا أن الأمور تسير من سيء إلى أسوء، وأن هناك قناعة تامة بضرورة إعادة الإعتبار لهذا المجال، وبرر درويش الوضعية الراهنة بغياب سياسة وطنية، موضحا أن تعدد المؤسسات الحاضنة للبحث العلمي والداعمة له لم ينعكس إيجابا على الميدان، وأشار دوريش، أن المغرب يعاني خللا كبيرا، بسبب تعدد المؤسسات وتشتتها بين القطاعات الوزارية ومؤسسات التعليم، موضحا أن هناك 14 قطاعا وزاريا وأكثر من 160 مؤسسة وقطاعا شبه عمومي تقول إنها تهتم بالبحث العلمي، لكن النتائج لا تتلاءم مع مقدار المجهود المالي والبشري لكل ما يقام به في هذا المجال، مشددا على أن هناك إحساس بالصدمة لدى الأساتذة الباحثين. ودعا درويش حكومة بنكيران إلى سن سياسة وطنية في مجال البحث العلمي سواء تعلق الأمر بالعلوم الإنسانية أو الإجتماعية أو العلوم الدقيقة، كما دعا إلى مراجعة المساطر المالية المطبقة على التعليم العالي، موضحا أنه من غير المقبول أن تطبق على الجماعات المحلية المراقبة الآنية، وتطبق على مؤسسات التعليم المراقبة القبلية. ولفت درويش الإنتباه إلى ظاهرة خطيرة في المواقع الجامعية، وهي وجود خصاص مهول على مستوى البنميات التحتية والتجهيزات، وقال إن بعض الكليات والمعاهد لا تتوفر على كراسي كافية، وليس بها قاعات إضافية لاستضافة الطلب الجدد، مشددا على أن الطالب المغربي وبدل أن ينكب على التحصيل العلمي يقضي وقتا كبيرا في البحث عن كرسي، كما أن الأساتذة يقضون ثلث أوقاتهم في البحث عن قاعات فارغة، وهو ما انعكس سلبا على الوضعية العامة للجامعات المغربية. وقال درويش إن الطاقة الإستيعابية للجامعات المغربية تصل إلى 410 آلاف مقعد، فيما العدد الإجمالي يتجاوز هذه السنة 650 ألفا، وهو ما تسبب في اكتظاظ خطير، متوقعا أن يترفع العدد خلال السنوات المقبلة، ليفوق عدد الطلبة المسجلين عدد المقاعد المتوفرة، وأضاف درويش أن حكومة بنكيران مدعوة إلى سن سياسة استباقية لتجاوز حالة الخصاص، موضحا أنها المرة الأولى التي تنظم فيها نقابة التعليم العاالي إضرابا وطنيا للفت انتباه الحكومة إلى وضعية الجامعات المغربية، ووضعية البعث العلمي، وليس للدفاع عن الملف المطلبي للأساتذة الباحثين. يذكر أن النقابة الوطنية للتعليم العالي قررت تنظيم إضراب وطني يوم الخميس المقبل ووقفات احتجاجية في جميع المواقع الجامعية.