مستقبل الطفل بين المدرسة والبيت
مشكلة تعليم الأطفال وتهيئتهم لمستقبل مهني واعد، هي إحدى المشاكل القليلة التي تتشارك بها البلدان المتقدمة والبلدان الفقيرة. بينما يظن سكان البلدان الفقيرة أن وسائل التعليم وطرق التدريس أفضل في البلدان المتقدمة لتفسير النجاح المهني، يضيع جزء كبير من شباب البلدان المتقدمة ضمن متاهات البطالة وقلة مستوى التأهيل.
لا شك بأن البدان الغنية والمتقدمة تملك وسائل تعليمية أفضل تقدمها لأطفالها. لكن هذا الأمر ليس وحده المسؤول عن تقدم هذه البلدان. والأهم ليس ضمان لأي طفل ينشأ في دولة متقدمة بأن مستقبله سوف يكون واعداً.
تشير معظم الدراسات إلى السبب الأول في نجاح الطفل هو الاهتمام والرعاية التي يلقاها في المنزل قبل المدرسة. ضعف المستوى التعليمي للأهل وعدم قدرتهم على الاهتمام بسيرة أطفالهم الدراسية يؤثر بشكل سلبي على أداء هؤلاء الأطفال ومستقبلهم المهني لاحقاً.
هذه الظاهرة تبدو بشكل واضح عند أبناء العائلات المهاجرة في الدول الغنية. حيث يفشل أبناء العمال المهاجرين في التحصيل الدراسي لعدم قدرة أهلهم على متابعة دراستهم.
المثير هو أن كل محاولات الدول المتقدمة لتخفيف نسبة الفشل بين أبناء العمال المهاجرين تبوء بالفشل لعدم قدرة الأهل على القيام بنصيبهم من العمل المطلوب. في حين أن أبناء المهاجرين المتعلمين لا يعانون من هذه المشكلة أو على الأقل بالنسبة نفسها لقدرتهم على الضلوع بهذه المهمة.
في البلدان الفقيرة، المشكلة تتفاقم بسبب نقص الموارد التعليمية وانخفاض المستوى التعليمي للأهل بشكل عام. لكن تحسين الموارد التعليمية الذي غالباً ما يكلف مبالغ طائلة لا يمكن أن يعد بحل المشكلة. ويبقى دور الأهل هو الأهم في المسيرة التعليمية للطفل.