i مفهوم ظاهرة الفشل الدراسي
يعتبر الفشل الدراسي من الواجهة التربوية حالة ناجمة عن تراكم التعثرات الدراسية لدى التلميذ أثناء التحصيل الدراسي في مادة أو مجموعة من المواد الدراسة وغالبا مايكون هذا التلميذ عرضة للتكرار أو الرسوب والانفصال عن الدراسة ويتجلى التخلف الدراسي في عدة مظاهر يمكن ملاحظتها عند التلميذ أثناء تفاعله مع عناصر الفصل كصعوبة الفهم اوضعف في عملية القراءة والكتابة أو غياب المشاركة داخل الفصل أو الفتور وعدم الاهتمام بالدراسة مما ينعكس سلبا على نتائجه الدراسية .
ii أسباب ظاهرة الفشل الدراسي
إن مشكلة ضعف التحصيل الذي يؤدي إلى الفشل الدراسي تعود لعدة أسباب وصعوبات تعرقل مسار التلميذ وتعيقه عن مواصلة التقدم الدراسي وقد تكون هذه الأسباب مرتبطة بذاتية التلميذ أو قد يكون النظام التربوي والمحيط الاجتماعي للتلميذ سبب في فشله الدراسي ولهذا يمكن تلخيص أسباب الفشل الدراسي في عاملين أساسيين هما:
أولا) الأسباب الخاصة بذاتية التلميذ وشخصيته
فمن الناحية الذاتية يرجع الأمر لدى التلميذ إلى:
فقدان الدافع الشخصي للدراسة وغياب الرغبة لديه في التعلم، وهذا ما يقود التلميذ إلى نقص مستمر في مستواه الدراسي وضعف استعداده لتلقي محتويات المواد الدراسية التي تقدم له داخل الفصل الدراسي.
تزايد الغياب التي تعكس عدم اهتمام التلاميذ بالدراسة واختزالها فقط في الامتحانات واللجوء إلى أساليب الغش لاجتيازها مما يؤدي إلى نتائج عكسية تساهم في تدني المستوى الدراسي .
وهناك أيضا أسباب خاصة بنفسية التلميذ خاصة إذا استسلم لنوازعه العاطفية فيتحول إلى تلميذ شارد الذهن غير قادر على الانتباه والتركيز مما يؤدي إلى قلة فهم واستيعاب التلميذ للدرس وعدم قدرته على مسايرة زملائه في الدراسة .
وأسباب أخرى حيث أن إصابة التلميذ ببعض الأمراض مثلا الصمم وأمراض الكلام كالتتاته والتلعثم تؤدي إلى انخفاض مستوى استيعابه ، وبالتالي ينجم عن ذالك تأخره دراسيا .
كما أن انخفاض مستوى الذكاء عند التلميذ يؤدي إلى عدم قدرته على مسايرة الدراسة بسبب قلة الفهم
ضعف تكوين التلميذ في المرحلة الابتدائية التي تعتبر اللبنة الأساسية لمختلف المراحل التعليمية خاصة في ضبط مبادئ القراءة والكتابة .
ظاهره الشغب ومرافقة أصدقاء السوء من خلال تقليدهم وإتباع سلوكاتهم التي هي من أهم العوامل الأساسية للفشل وصدق قول الشاعر: إذ يقول اختر لنفسك من أطــــاع """""" فان الطباع تسرق الطبـــاع
ثانيا ) الأسباب الخاصة بالنظام التربوي والمحيط الاجتماعي
قد يكون النظام التربوي والمحيط الاجتماعي للتلميذ سببا في فشله الدراسي من خلال:
المشكلات الاجتماعية والخلافات المستمرة داخل الأسرة مما يؤدي إلى عدم وجود المناخ المناسب لاهتمام التلميذ بدروسه فيهمل الابن الدروس كنوع من العقاب للأسرة والتمرد على الواقع الأليم الذي يعيشه في ظل هذه الخلافات الأسرية .
اعتماد النظام التربوي على الخريطة التربوية التي تسمح بانتقال التلميذ من مرحلة إلى مرحلة أخرى رغم تدني معدله الدراسي مما لا يساعده على مواصلة دراسته بشكل طبيعي.
المشكلات الاقتصادية حيث أن انخفاض مستوى المعيشة داخل الأسرة يؤدي إلى قيام الآباء بتوجيه أبنائهم للعمل من اجل مساعدتهم على المعيشة خاصة في كل ما يتعلق بالبيت وخارجه كالحقول مثلا وهذا ما يدفعه إلى كثرة الغياب مما يقف عائقا أمام مسايرة الدروس بشكل عادي وبالتالي إهمال التلميذ لدروسه والفشل دراسيا
قد تكون بنية المؤسسات التعليمية مسؤولة عن الفشل الدراسي من خلال ضعف محتويات الخزانات المدرسية وطرق استخدامها وقلة استخدام الوسائل التعليمية الحديثة كالحاسوب وعدم توفر أماكن خاصة بالمطالعة الحرة
المحيط الاجتماعي للتلميذ : الذي يعتمد أساسا على اللغة الامازيغية خاصة عندنا كلغة التواصل الرئيسية داخل البيت وخارجه وهذا ما يؤثر على مرد ودية التلميذ باعتبار أن اللغة العربية هي اللغة الرئيسية المعتمدة في الدراسة والتحصيل بالإضافة إلى عامل أخر أصبح يهدد مستوى التحصيل لدى التلميذ إلا وهو انسداد الأفاق المستقبلية أمامه مما يجعله يفقد الحافز المعنوي للاجتهاد دون أن ننسى عاملا أخر ظهر بين الشباب خاصة فئة الذكور وهو التفكير في الهجرة إلى أوربا أو ما يصطلح بـ الحريك الذي أصبح يكتسح أيضا فئات الإناث .